كثيرا ما يتصور الناس -وخاصة شباب اليوم- أن السعادة تتناقض مع الحكمة، وأن الحكمة التي يتمتع بها كبار السن أو الفلاسفة قرينة العبوس والتجهم، وعدم الاكتراث بحسن المظهر أو بمباهج الحياة، وفي ذات الوقت يتصورون خطأ أن السعادة في الجاه أو في الثروة أو في المنصب الرفيع أو في ممارسة حياة اللذة بكافة أشكالها المادية التي تتجلى في إشباع رغبات الجسد.
ولعل هذا الخلط يدعونا؛ لأنَّ نعرف بداية المعنى اللفظي والاصطلاحي للحكمة والسعادة.
فالحكمة كما عرفتها الموسوعة هي:
(اكتساب العلم من التعلم أو من التجارب ويقاربها في المعنى كلمة الخبرة، وهي علم حقائق الأشياء، وعلم الحكمة يغسل النفوس من وسخ الطبيعة، وإذا عرفت النفس الحكمة حنت واشتاقت إلى عالم الأرواح ومالت عن الشهوات الجسمانية المميتة للنفس الحية، والحكمة تكبر وتنمو من الاتصال بالله. وقد عرف بعضهم الحكمة بأنها عمل ما ينبغي كما ينبغي في الوقت الذي ينبغي) ، وعرفها بعضهم الآخر بأنها (العلم والتفقه) والحكمة أيضاً في نظر آخرين هي (الكلام الذي يقل لفظه ويجل معناه) وهي حالة (يوصف بها الحكيم أو حالة توصف بها الأفعال والأقوال)
أما (السعادة) فهي ضد الشقاوة وهي الرضا التام بما تناله النفس من الخير وثمة فرق بين السعادة واللذة؛ فالسعادة حالة خاصة بالإنسان وأن رضا النفس بها تام، على حين أن اللذة حالة مشتركة بين الإنسان والحيوان وأن رضا النفس بها مؤقت ومن شرط السعادة أن تكون ميول النفس كلها راضية مرضية، وأن يكون رضاها بما حصلت عليه من الخير تاماً ودائماً ومتى سمت السعادة إلى مستوى الرضا الروحي ونعيم التأمل والنظر أصبحت غبطية(8). ومن هنا جاء تعريف البعض للسعادة بأنها (شعور بالبهجة والاستمتاع منصهرين سوياً والشعور بالشيء أو الإحساس به هو شيء يتعدى بل ويسمو على مجرد الخوض في تجربة تعكس ذلك الشعور على الشخص وإنما هي حالة تجعل الشخص يحكم على حياته بأنها جميلة ومستقرة وخالية من الآلام والضغوط)
فالسعادة في كل الأحوال عند أفلاطون قرينة الحكمة ولا تتحقق أبداً إلاَّ لدى الإنسان الحكيم. فإذا لم تتوافر الحكمة أصبح الإنسان فاقداً للشرط الضروري للسعادة الحقيقية سواءً في حياته الاجتماعية والسياسية أو في حياته الفردية وفي علاقته بالله وبالعالم من حوله.
وقد سار أرسطو - تلميذ أفلاطون- على نهج أستاذه حينما بدأ كتابه (الأخلاق إلى نيقوماخوس) بنقد كل صور السعادة الشائعة عند عامة الناس ورفض الآراء التي تقول بأن السعادة في حياة اللذة أو في حياة الجاه والسلطان أو حياة الثروة والمال...إلخ.
وأكد في المقابل على التوحيد بين الفضيلة والسعادة. وكان أرسطو حاسماً حينما أكد على أن الفضيلة فعل عقلي؛ فالإنسان في رأيه جزءان، جزء عاقل وجزء غير عاقل. وفضيلة الإنسان تبدأ حينما يتحكم الجزء العاقل في الجزء غير العاقل. ومن هنا انطلق إلى بيان نوعى الفضيلة في فلسفته الأخلاقية؛ الفضيلة الأخلاقية، الفضيلة النظرية وقصد بالأولى الفضائل الأخلاقية الاجتماعية التي لا يمكن للإنسان أن يعيش سعيداً في مجتمعه إلاَّ متحلياً بها.
إن السعادة لدى حكماء الرواقية هي سر من أسرار النفس البشرية العاقلة التي تدرك يقيناً أن كل ما يجرى في الكون إنما هو إرادة إلهية وقدر سماوي ومن ثم ينبغي الخضوع له والتسليم به دون جزع إذا كان مؤلما و دون فرح زائد عن الحد إذا كان مفرحاً.
المصدر: منتديات بنات كول وناسه على طول - من قسم: المنتدى العام
lk kev hghf[]dhj
بنات , العاب , توبيكات , مسابقات , مكياج , برامج , طبخ , فساتين , مدارس , جامعات , مشاغل , مشغل , كوفيرات , كوفيره , صالون نسائي , صوالين نسائية
المصدرمنتديات بنات كول وناسه على طول
via منتدى سعودي ونبنات , العاب , توبيكات , مسابقات , مكياج , برامج , طبخ , فساتين , مدارس , جامعات , مشاغل , مشغل , كوفيرات , كوفيره , صالون نسائي , صوالين نسائية
0 Responses to coool-girlsمن نثر الابجدياتسعودى