2020التربية بالحب مياسة الزين

الأربعاء، 25 فبراير 2015

التربية بالحب,التربية بالحب,التربية بالحب



تُشير الدراسات إلى أن الإنسان يحتفظ بالذكريات المشحونة بالعواطف والمشاعر القوية، مشكلا الذاكرة العاطفية في القشرة الدماغية خاصة الأمامية؛ لتصبح مرجعا له حين يكبر حسب نوع العواطف المخزنة.. فمتى ما كانت الذاكرة مفعمة بالحب والذكريات السارة تمكن من الاستقرار النفسي وتمكن من مواجهة تحديات من حوله.



فالشعور بالمحبة الوالدية من الاحتياجات الفطرية الأساسية في حياة الأبناء، ولا تقل أهمية عن الطعام والشراب؛ فالإنسان عبر مراحل عُمره المختلفة يظل بحاجة لمن يحبه ويعبر له عن حبه، ويُوفر الحب للأبناء الأمان النفسي، والشعور بالتقدير والتقبل والطمأنينة، جاء رجل من الأعراب للنبي (ص) فقال: أتقبلون صبيانكم؟ فقال: نعم، قال: ولكنا والله ما نقبل، فقال رسول الله : "أو أملك إن كان الله نزع من قلوبكم الرحمة"



هكذا هي المدرسة المحمدية تربي الناشئة على الحب، ولكم في رسول الله أسوة في حبه لزوجاته وأولاده والصحابة أجمعين؛ فكانت السيدة فاطمة رضوان الله عليها عندما تدخل على النبي المصطفى يقبلها على جبينها ويجلسها بجواره، فأين نحن من هذا الحب المحمدي لأبنائنا، حيث يكبر الولد أو البنت ويقل تعبير الوالدين له عن الحب فيُنظر له على أنه الآن كبير وهذا في حد ذاته مفهوم خاطئ، فالحب يبدأ بتقبل هذا الجنين منذ أن يأذن الله لهذه النطفة أن تستقر في رحم تلك الأم وينمو ويزداد يوما بعد يوم دون أن ينقص فأبناؤنا بحاجة للحب في جميع مراحلهم النمائية.



وهنا.. نقصد تحديدا الحب غير المشروط، بمعنى أن نحب أبناءنا كما هم ليس لأنهم متميزون في سلوكياتهم أو دراستهم أو لأي أسباب أخرى، أي أن نوصل لهم رسالة واضحة بأنني أحبك لأنك ابني مهما كنت محسنا أو مسيئا، متميزا أو غير متميز، لكنني أنزعج من سلوكك غير اللائق، أي أنه يجب على المربي أن ينقد السلوك وليس الطفل فأقول: أزعجني تلفظك بكلمات غير لائقة، ولا تقل: أزعجتني بكلامك؛ لنوصل له رسالة مفادها أن النقد لسلوكه وليس لذاته، فتبقى ذاته مصونة وحب أبويه له غير مشروط.



عندما نطرح هذا السؤال بالتأكيد تكون الإجابة: نعم، ومن منا لا يحب أبناؤه؟!



المشكلة ليست في النية والشعور بالحب للأبناء، إنما في كيفية التعبير عن هذا الحب لهم، كثير من الآباء يعتقدون أنَّ توفير المأكل والملبس والمسكن ومتطلبات الحياة المادية هي تعبير عن الحب ويغفل الجانب الآخر وهو كيفية التعبير عن هذا الحب بوسائل متنوعة يفهمها هذا الطفل وهذا الناشئ؛ فتوفير الأمور المادية طريقة من مئات الطرق في التعبير عن الحب لكن ليس الأهم كما يعتقد بعض الآباء؛ حيث من الضروري التعبير عن الحب بالارتكاز على محورين مهمين: التعبير اللفظي، والتعبير الجسدي؛ فيجب أن نقول للطفل مشافهة بأنني أحبك يا بني، أنت أعظم نعمة منحني الله إياها، يوم مولدك من أسعد أيام حياتي...إلخ من العبارات الراقية التي توصل بها مشاعر حبك لأبنائك لتكملها نبرات الصوت التي ترافق هذه العبارات فتعبر عن دفء العاطفة وصدق وحرارة الشعور لتصل رسالة واضحة للأبناء غير مشوهة أو مبتورة. أما لغة الجسد، فلها حكاية أخرى وأساليب كثيرة ومتنوعة لنقل هذه المشاعر الدافئة للطفل بدون كلمات فالضمة والاحتضان والتقبيل من أجمل وأبسط أساليبها، فاللمسة الحانية لها مفعول السحر على الطفل؛ حيث توفر له الشعور بالطمأنينة والأمان وتقوي الروابط بين الطفل ووالديه، وتبدأ منذ الرضاعة ويجب أن تستمر مع الطفل والناشئ طوال عمره فهي تقوي لدى الأبناء الجوانب الاجتماعية التي تجعله أكثر قدرة على الانسجام في التعامل مع الناس مستقبلا، ومن أثر التواصل باللمس على الأبناء أثناء الكلام أنه يشجعهم على تقبل الكلام والتوجيهات ويعمل على خلق جو مريح يدفعه للتعبير عن نفسه، ومن مظاهر الاحتكاك الإيجابي التي يمكن ممارستها مع الأبناء: عناق الطفل ووضع اليد على كتفه، وضم الطفل إلى جانبك الأيمن، والإمساك بيده عند السير أو الحديث، وضمه لصدرك عند الحديث وعند شعوره بالحزن وكذلك عند اللعب معه، ويروي البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قبل رسول الله (ص) الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسا فقال الأقرع: لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا، فنظر إليه رسول الله (ص) ثم قال: من لا يرحم لا يُرحم.



للأسف يعتقد بعض الآباء أن التعبير عن حبهم لأبنائهم بقوله "أنا أحبك" أو بالعناق والتقبيل والاحتضان والابتسام سيهدِّد مكانتهم ووقارهم، وسيجعل سلطتهم على الأبناء أضعف، وبطبيعة الحال لدى هذه الفئة يقل التعبير عن الحب مع نمو الأبناء في السن فيتوقفوا عن إظهار علامات الحب لهم فيسود التعامل جو من الجفاف العاطفي والرسمية.



أقول لكل من لديه مثل هذه الممارسات "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" هكذا علمني حبيبي ورسولي محمد صلوات ربي وسلامه عليه، مخطئون كثيرا هؤلاء الآباء والأمهات لأن التعبير عن حبهم لأبنائهم يقوي عرى المودة ويرفع من مكانة الآباء في نفوس أبنائهم، فيصبحون أكثر حرصا على طاعتهم وإرضائهم، فمن يملك قلوب الآخرين سيحصد الرضا منهم.



ومن مهارات بناء جسور المحبة مع الأبناء الآتي:



1- التعبير المباشر لفظيا وجسديا: أعلن حبك لهم بالكلمة المعبرة واللمسة الحانية والحضن الدافئ.



2- الإصغاء الفعال لهم: تعلم مهارات الإصغاء الفعال؛ فهي تجعل من الوالدين قادرين على فهم احتياجات وشخصيات الأبناء وبالتالي إشباعها بشكل سليم.



3- منحه الثقة في قدراته ومهاراته؛ فهذا حريٌّ بأن يدفع الابن لاحترام هذه الثقة وتعلم الرقابة والمسؤولية الذاتية وأبعادهم عن فن التحايل وإظهار الرضا الظاهري للوالدين في حضورهم فقط، ثم القيام بسلوكيات سلبية في غيابهم.



4- كن مُتسامحا عن هفواته؛ فهناك من يتسامح مع الناس خارج منزله ويكون شديد المحاسبة على أولاده وزوجته، لماذا؟ أليسوا أحق بالتسامح من الآخرين؟ فتقبل عناد وبكاء الطفل...وغيرها من سلوكيات مزعجة، دليلٌ على حبك لأبنائك وجسر نحو تعديل هذه السلوكيات المعوجة. فالبشر مجبولون على الخطأ وخير الخطائين التوابون، فمن الخطأ تعميم الخطأ على شخصية الطفل ونعته به عند وقوعه في الهفوات كأن يكذب فننعته بالكذاب، وغيرها من السلوكيات؛ فالمربِّي الإيجابي يتغاضى عن بعض الهفوات اليومية التي لا تستحق التوقف عندها، ويعدل المهم منها بالرفق واللين بدلا من التركيز عليها وتثبيتها في ذهن الطفل.



... تذكروا أنَّ الاهتمام هو الوجه الآخر للحب؛ فعبِّروا لأبنائكم عن حبكم لهم بروا أبناءكم يبروكم هكذا علمنا ديننا الإسلامي الحنيف فقوة الوالدية بالحب وليس بالقسوة.



* الكاتبة نادية المكتوميَّة ، جريدة الرؤية



,ترفيه,سعودى,منتديات تلبي جميع احتجاجات المستخدم العربي,

التربية بالحب,التربية بالحب,التربية بالحب,التربية بالحب,التربية بالحب,التربية بالحب



المصدرمجلة الإبتسامة

via سعودى وانhttp://ift.tt/1cZ0EaB

0 Responses to 2020التربية بالحب مياسة الزين

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

احصائيات